المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مقالات أسبوعية

2026 عام الحصاد لا عام البذر "أكمل ما بدأت"

صورة
مرحباً يا أصدقاء، تعالوا، اقتربوا أكثر. دعونا نجلس معاً في دفء هذه الليلة الشتوية الهادئة. انظروا كيف يتساقط الثلج في الخارج بنعومة، كأنه يغسل هموم عام مضى ويرسم بداية جديدة بيضاء ونقية. بين أيدينا أكواب الحليب الدافئة، وفي قلوبنا أحاديث لا تنتهي. في كل عام، كانت مثل هذه الليلة تملؤنا بالحماس، فنمسك بأقلامنا ونرسم أحلاماً كبيرة على الورق، ونقطع وعوداً براقة لنسخة أفضل من أنفسنا في العام القادم. لكن هذه الليلة، أشعر بشيء مختلف... أشعر برغبة عميقة في الصمت، ليس صمت الفراغ، بل صمت الامتلاء والرضا . لقد أدركت شيئاً بقلبي هذا العام. أدركت أن السباق السريع نحو خطط جديدة كل سنة كان يتركني في النهاية متعباً. تلك القوائم الطويلة من الأهداف كانت تتحول مع الوقت إلى عبء، وشبح يذكرني بما لم أنجزه، فتتحول الفوضى من أوراقي إلى أعماق روحي. كم مرة كتبنا خططاً لـ 2024 ثم لـ 2025؟ والآن يطرق عام 2026 أبوابنا. لكنني قررت أن أفتح له الباب بهدوء هذه المرة، دون ضجيج الوعود الجديدة.قررت أن أعود إلى الخلف قليلاً، ليس ندماً، بل حباً وتقديراً لتلك الأحلام القديمة التي بدأت بها يوماً ما . لقد تعبت من خداع نفس...

شجرة البلوط تهمس: لا تنتظر يناير لتبدأ الآن

صورة
  مرحباً يا أصدقائي، ها نحن في نوفمبر، الشهر الذي يأتي حاملاً برودة المساء ودفء الذكريات. هو ذاك الوقت من السنة الذي يجعلك ترغب في كوب شاي ساخن وغطاءٍ دافئ، وكأنك تريد أن تختبئ قليلاً من العالم. الجو في الخارج بارد، والرياح تهمس بين الأشجار، لكن في الداخل هناك دفء بسيط نُشعله بالحديث والابتسامات. إنه شهر التأمل والمراجعة، شهر ننظر فيه خلفنا لنرى كيف مرّ العام، وما الذي أنجزناه، وما الذي ما زال ينتظرنا في زاوية الوقت . أتعلمون؟ في هذه الأيام، ومع اقتراب نهاية السنة، نشعر جميعاً بثقلٍ ما. ضغط العمل يزداد، المهام تتكاثر، والأفكار تتشابك في رؤوسنا حتى نفقد البساطة في التفكير. كأن كل ما لم نفعله طوال الشهور الماضية قرر أن يطالبنا الآن. وبينما نحاول أن نُنهي كل شيء، تتسلل إلينا تلك الفكرة التي نعرفها جميعاً: “عندما تبدأ السنة الجديدة، سأبدأ أنا أيضاً .” نقولها لأنفسنا مراراً — سأبدأ الرياضة في يناير، سأقرأ ذاك الكتاب، سأخطط لمشروعي، سأهتم بنفسي أكثر . لكن الحقيقة أن هذه الجملة هي فخّ جميل — مريح في ظاهره، مؤجل في جوهره. نسميه التسويف المستقبلي ، وهو الذي يجعلنا ننتظر بداية رمزية ...

قوة التفاصيل الصغيرة في صناعة التغيير

صورة
مرحبا يا أصدقائي،  كيف حالكم اليوم؟ أشعر وكأنني جالسه معكم في مقهى دافئ، نتبادل الحديث عن تلك الأمور البسيطة التي تجعل الحياة أجمل. هل سبق لكم أن تفكرتم في كيف يأتي التغيير إلينا دون أن نطلبه، بل يفرض نفسه بلطف كالنسيم الخريفي الذي يهز الأوراق الخضراء قبل أن يحولها إلى لوحة فنية ملونة؟ إذا كنتم من أولئك الذين يفضلون الروتين الآمن، ويخشون الجديد خوفاً من الفوضى، فدعوني أخبركم سراً: حتى لو لم تحبوا التغيير، فإن فصول السنة ستغيركم معها . تخيلوا الإنسان كشجرة صيفية خضراء، مطمئنة في دفء الشمس، ثم يأتي الخريف كصديق حكيم يهمس لها: "حان وقت الاستعداد للشتاء، لنبدأ خطوة بخطوة". هكذا هو الخريف، يا أصدقائي، مرحلة انتقالية ساحرة تحولنا من حرارة الصيف الشديدة إلى برد الشتاء القارس، ليس دفعة واحدة بل تدريجياً، كي نستمتع بالرحلة ونعد أنفسنا جيداً . في هذه الأيام الخريفية الجميلة، حيث تتساقط الأوراق بلونها الذهبي والأحمر، أجد نفسي أفكر في كيف يمكننا أن نستغل هذه المرحلة لتهيئة منازلنا وحياتنا للشتاء. تخيلوا معي: الصيف كان مليئاً بالخفة والحركة، ملابس خفيفة مبعثرة هنا وهناك، نوافذ مفتوحة عل...

كيف ننظم حياتنا لنستخلص أجمل ما فيها… دروس من أكتوبر

صورة
  مرحبا يا أصدقاء أكتوبر دائماً يحمل معه موسم الرمان… تلك الحبات الحمراء المتلألئة كالجواهر، التي تخفي في داخلها شيئاً أكبر من مجرد طعم. حين نتأملها، نجد أنها تشبهنا كثيراً: تُعصر بالتجارب، وتُصفّى بالتحديات، لتُخرج أجمل ما بداخلها . في هذا الموسم، جلست أُحضّر دبس الرمان. بدأت بعشرة كيلوغرامات من الرمان… تخيّلوا معي هذا الكم الكبير من الحبات المتراصة! فرّطت كل حبة من قشرتها، كأنني أفصل الأفكار عن الضوضاء. ثم عصرتها، فامتلأ الوعاء بعصيرٍ صافي ولامع، صفيته مرارًا ليبقى منه النقي فقط. وبعدها وضعته على النار، وبدأت رحلة طويلة من الانتظار… ساعات وساعات وأنا أُزيل الرغوة البيضاء من سطحه، إلى أن تكثّف، واشتدّ، وتحول شيئاً فشيئاً إلى دبسٍ غنيّ الطعم. وفي النهاية، من كل تلك الكمية… خرج فقط لتر واحد من دبس الرمان . وهنا وقفتُ لحظة صمت وتأمل. عشرات الكيلوغرامات من الرمان انتهت بلترٍ واحد مركز… أليس هذا هو جوهر الحياة أيضاً؟ كل تلك التجارب، المحاولات، وحتى الخيبات، لا تبقى كلها كما هي. الكثير منها يتبخر مع الوقت، يزول مثل الرغوة التي نزيحها جانباً. لكن ما يبقى… هو خلاصة التجربة، جوهرها ا...

رحلة سبتمبر… حين تُعلّمنا الحياة المرونة

صورة
مرحباً يا أصدقاء، هل سبق لكم أن شعرتم أن الحياة تلقي عليكم كرة ثلجية ضخمة، وأنتم بالكاد كنتم تستمتعون بجمال يوم خريفي هادئ؟ هذا بالضبط ما حدث لي قبل أسابيع قليلة. كان صباحاً خريفياً ساحراً، تتراقص فيه أوراق الشجر الذهبية تحت أشعة الشمس الدافئة، وتهمس نسمات الهواء الباردة بقصص الشتاء القادم. كنت أخطط لشهر سبتمبر بكل حماس، أضع قائمة طويلة من الإنجازات والأهداف، وكأنني أرسم لوحة فنية زاهية الألوان، كل ضربة فرشاة فيها تحمل وعدًا بالبهجة والإنتاجية . لكن، وكما تعلمون، الحياة لا تمضي دائماً كما نتمنى. فجأة وبدون سابق إنذار، انقلبت الموازين. مرض مفاجئ أصاب أحد أفراد عائلتي، وحوّل ذلك اليوم الجميل إلى بداية شهر كامل من التعب والقلق. تلاشت لوحتي الزاهية، وتبخرت معها الخطط التي رسمتها بعناية. شعرت وكأنني أقف على شاطئ، والأمواج تسحب مني كل ما بنيته من رمال . العجيب أن عقلي الواعي كان يهمس لي: "لا بأس، فهذا ما قدّره الله، وهو خارج عن إرادتك". لكن قلبي أحياناً كان يصرّ على حمل شعور الفشل، وكأن كل ما خططت له تبعثر سدى. هل مررتم بشيء مشابه؟ تعرفون بعقولكم أنكم لم تقصّروا، ومع ذلك يثقل...

الكنز الذي يختبئ في الأيام الصعبة

صورة
مرحباً يا أصدقاء، تخيلوا معي أن الإحباط مثل سحابة ثقيلة تمرّ فجأة في سماء صافية، تحجب عنا الشمس وتتركنا في ظلال باردة. لكن الغريب أن هذه السحابة لا تأتي بلا معنى، فهي محمّلة بمطر يغسل الأرض ويمنحها حياة جديدة. وهكذا الإحباط أيضًا، قد يثقلنا ويخنق أحلامنا، لكنه في أعماقه يحمل بذور الحكمة التي تجعلنا أكثر صمودًا وبصيرة. الإحباط ليس نهاية، بل منعطف صغير يغير اتجاهنا نحو شيء أعمق وأصدق . أتذكرون فيلم " Inside Out " الرائع ، الذي يأخذنا في رحلة داخل عقل الفتاة الصغيرة رايلي، حيث تتحكم خمس مشاعر أساسية في حياتها: الفرحة التي تسعى دائماً للحفاظ على السعادة، والحزن الذي يبدو في البداية كعبء ثقيل يجعل الأمور أسوأ، والغضب الذي ينفجر في اللحظات الصعبة، والخوف الذي يحميها من المخاطر، والاشمئزاز الذي يحافظ على سلامتها من الأشياء الضارة، وجميعها تتعاون في مقر التحكم لتشكل شخصيتها اليومية، لكن عندما تنتقل عائلتها إلى مدينة جديدة، يسيطر الإحباط عليها من خلال فقدان الذكريات السعيدة مؤقتًا وتدخل الحزن بشكل أكبر، مما يعلمنا أن الإحباط ليس مجرد شعور سلبي بل هو نتيجة اختلال التوازن بين هذه ال...

كيف نصبح أصدقاء للتعلم ونحوّله إلى مغامرة؟

صورة
مرحباً يا أصدقاء، في أعماق كل إنسان، هناك بذرة لا تقدر بثمن. بذرة صغيرة لكنها قادرة على أن تغيّر حياتنا كلها: بذرة الفضول، والرغبة في النمو، والقدرة على التكيف. هي التي تدفعنا لنمد أيدينا إلى المجهول، لنجرّب، لنسأل، لنكتشف. من دونها، ما كنا لنعرف النار ولا لنصل إلى الفضاء. هذه البذرة، التي تتغذى على الشغف وتنمو بالجهد، هي ما يجعل رحلة التعلم مغامرة لا تتوقف . في عالم اليوم الذي يتغير بسرعة تفوق تصوراتنا، لم يعد التعلم مجرد مرحلة نمر بها ثم نغلق دفاترنا ونكتفي. التعلم أصبح مثل نهر يتدفق معنا في حياتنا كلها. كل يوم يضيف إلينا، يغذي أرواحنا، ويصقل عقولنا. والسؤال الحقيقي لم يعد: ماذا نتعلم؟ بل كيف نتعلم؟ وكيف نصبح قادة لرحلتنا المعرفية، لا مجرد ركاب عابرين فيها؟ دعوني أصحبكم في جزء من رحلتي الخاصة. بدأت قصتي مع الخياطة من فضول بسيط، لم تكن مجرد رغبة في التعامل مع خيوط وأقمشة، بل كان شيئاً أعمق. أردت أن أتعلم شيئاً جديداً فقط لأنني شعرت أن قلبي ينجذب نحوه. لم يكن لدي أي خبرة سابقة، لكن الإنترنت كان بمثابة كنز مفتوح أمامي: كورسات منظمة، مقاطع يوتيوب ملهمة، كتب مليئة بالنصائح . بطبيعة ال...

رحلتي بين خطوات البوليت جورنال وألوان الآرت جورنال

صورة
  مرحباً يا أصدقاء، تخيلوا دفتراً جديداً بأوراق بيضاء ناعمة، ينتظر أن يلامس حبر أقلامكم، مستعد ليحمل قصصكم الصغيرة وكلماتكم الصادقة. قد يكون هذا الدفتر بداية لرحلة مع البوليت جورنال، أو ربما نافذة مفتوحة نحو عالم الآرت جورنال، حيث يختلف كل منهما في روحه وسحره، لكنهما يلتقيان في غاية واحدة: أن يمنحاكم مساحة للتعبير عن أنفسكم، كلٌ بطريقته الخاصة . بالنسبة لي، هذه الدفاتر ليست مجرد أوراق؛ إنها ملاذ أجد فيه بعض الهدوء وسط صخب الحياة. أحياناً أجعلها روتيناً يومياً يرافقني مع كوب شاي، وأحياناً أتركها لأيام أبحث فيها عن دفعة إلهام أو استراحة من الضوضاء. عندما أفتح الدفتر، أترك يدي تتحرك بحرية: أكتب ما يخطر في بالي، أرسم، أضيف قصاصات من مجلات قديمة، أو حتى لمسات صغيرة تعكس مزاجي في تلك اللحظة. ومع مرور الوقت، تتحول كل صفحة إلى مرآة صادقة ، صديق يستمع دون أن يحكم . البوليت جورنال Bullet Journal بالنسبة لي يشبه الرفيق العملي، دائم الحضور، يساعدني على تنظيم أفكاري وأيامي. ليس مجرد قوائم أو نقاط، بل طريقة حياة تمنحني وضوحاً في وسط الفوضى. نقطة صغيرة قد تتحول إلى مهمة، دائرة إلى فكرة عاب...