رحلتي بين خطوات البوليت جورنال وألوان الآرت جورنال
مرحباً يا أصدقاء،
تخيلوا دفتراً جديداً بأوراق بيضاء
ناعمة، ينتظر أن يلامس حبر أقلامكم، مستعد ليحمل قصصكم الصغيرة وكلماتكم الصادقة.
قد يكون هذا الدفتر بداية لرحلة مع البوليت جورنال، أو ربما نافذة مفتوحة نحو عالم
الآرت جورنال، حيث يختلف كل منهما في روحه وسحره، لكنهما يلتقيان في غاية واحدة:
أن يمنحاكم مساحة للتعبير عن أنفسكم، كلٌ بطريقته الخاصة.
بالنسبة لي، هذه الدفاتر ليست مجرد
أوراق؛ إنها ملاذ أجد فيه بعض الهدوء وسط صخب الحياة. أحياناً أجعلها روتيناً يومياً
يرافقني مع كوب شاي، وأحياناً أتركها لأيام أبحث فيها عن دفعة إلهام أو استراحة من
الضوضاء. عندما أفتح الدفتر، أترك يدي تتحرك بحرية: أكتب ما يخطر في بالي، أرسم،
أضيف قصاصات من مجلات قديمة، أو حتى لمسات صغيرة تعكس مزاجي في تلك اللحظة. ومع
مرور الوقت، تتحول كل صفحة إلى مرآة صادقة ، صديق يستمع دون أن يحكم.
البوليت جورنال Bullet Journal بالنسبة لي يشبه
الرفيق العملي، دائم الحضور، يساعدني على تنظيم أفكاري وأيامي. ليس مجرد قوائم أو
نقاط، بل طريقة حياة تمنحني وضوحاً في وسط الفوضى. نقطة صغيرة قد تتحول إلى مهمة،
دائرة إلى فكرة عابرة، ومربع إلى حدث مهم. من خلاله أتابع عاداتي اليومية، أضع
خططي، وأحدد أهدافي الكبيرة والصغيرة. سحره الحقيقي يكمن في مرونته؛ يمكن لكل صفحة
أن تتشكل كما أريد، تماماً كما تتغير احتياجاتي ومزاجي.
أما الآرت جورنالArt Journal، فهو مساحة مختلفة
تماماً. حرية مطلقة بلا قواعد، كلوحة فنية مفتوحة أنت من يختار ألوانها وأسرارها.
أملؤه بالألوان الزاهية، قصاصات المجلات العتيقة، صور تحمل حكايات قديمة، أو كلمات
متناثرة كنجوم في صفحة ليلية. أحياناً يكون مليئاً بالهدوء والسكينة، وأحياناً
أخرى بالفوضى الجميلة التي تعكس مشاعري كما هي. لا يشترط الكمال، فكل خط أو لصق أو
لون هو لحظة صادقة وذاكرة محفوظة. إنه متنفس حقيقي يعيد لي طاقتي.
الفرق بينهما يشبه الفرق بين رسم
خريطة للطريق وبين الاستمتاع بالمناظر على طول الرحلة. البوليت جورنال يمنحني شعوراً
بالسيطرة والتنظيم، يضع خطوات واضحة نحو أهدافي. أما الآرت جورنال فيسمح لخيالي
بالتحليق دون حدود، يغذي روحي ويذكّرني بجمال التفاصيل الصغيرة. كلاهما مهم،
وكلاهما يفتح باباً للتواصل مع ذاتي بطرق مختلفة تماماً.
وفي النهاية، لا أراها منافسة بين
الاثنين، بل تكامل جميل. قد نحتاج أحياناً لمن ينظم خطواتنا، وأحياناً أخرى لمن
يمنحنا الحرية لنحلم. جربوا أن تمزجوا بينهما؛ ضعوا لمسة فنية في صفحات البوليت
جورنال، أو خصصوا دفتراً آخر للآرت جورنال. الأهم هو أن تجدوا التوازن الذي
يناسبكم، لتصبح هذه الدفاتر رفيقة صادقة في رحلتكم، تسجل تفاصيل أيامكم وتلون
قصتكم الخاصة بطابعكم الفريد. ودمتم بخير يا اصدقاء


تعليقات
إرسال تعليق