لا بأس أن نبدأ من جديد | It’s Okay to Start Over

مرحبا يا اصدقاء 

تحدث أحيانًا تلك اللحظة التي لا يعرف فيها المرء من أين يبدأ، لا لأنه لا يملك وجهة، بل لأنه أصبح لا يعرف هل الوجهة التي يسير نحوها ما زالت تشبهه أصلًا. 

تصبح المسافة بين ما كان يظنه واضحًا، وبين ما يشعر به الآن، كبيرة بما يكفي لتتعبه، وتجعله يتساءل، بهدوء هذه المرة: هل هذا ما أريده حقًا؟ تأتي في الخلفية همسات تقول: "ألن تتعب من المحاولات؟ إلى متى تعود للبداية؟" شيء ما في الداخل يتغير، لا بصوت عالٍ، بل بهمس لطيف يقول: ربّما حان الوقت أن أبدأ من جديد، لكن بشكل يناسبني، لا كما توقع الآخرون، ولا كما كنت أظن أنني يجب أن أكون. 

البدايات ليست دائمًا قرارات كبيرة، أحيانًا هي لحظة صدق مع النفس، اعتراف خافت بأن ما اعتدته لم يعُد مريحًا، أن ما كنت تسير إليه لم يعُد يشبهك، وأنك تستحق مساحة آمنة لتفكر، لتعيد ترتيب أفكارك، وربما لتغير الاتجاه بهدوء. 

لا بأس أن تعيد تقييم الطريق، لا بأس أن تتوقف، لا بأس أن تمشي ببطء، لا بأس أن تقول: لا أعلم تمامًا، لكنني أريد أن أعرف نفسي
أكثر. 

It’s Okay to Start Over


وفي هذه المرحلة تحديدًا، يصبح التخطيط مختلفًا. ليس صاخبًا ولا مثقلًا بالقوائم، بل بسيطًا، ناعمًا، يشبه إعادة ترتيب الرفوف الداخلية فيك. تبدأ بالتفكير في الأشياء التي تمنحك السلام، في العادات الصغيرة التي تُبقيك قريبًا من نفسك، في الطرق التي يمكنك أن تتحرك فيها دون أن ترهق قلبك.

 التخطيط هنا لا يعني رسم طريق واضح حتى النهاية، بل اختيار خطوة واحدة فقط… والاستمرار بعدها بهدوء. المخيف في البدايات أنها تأتي دون خريطة، لكنها صادقة بما يكفي لتأخذك إلى أماكن لم تتخيلها. 


لا أحد يملك الإجابة من المرة الأولى، ولا أحد يعرف من هو تمامًا في كل وقت، وهذا طبيعي. ما تحتاجه فقط هو أن تكون صادقًا مع نفسك، أن تسألها دون خوف: ماذا أريد فعلًا؟ ما الذي يجعلني أشعر بالارتياح؟ ما الذي أفتقده حين أكون وحدي؟ حين تبدأ من جديد، لا يعني ذلك أنك تخلّيْت عن ماضيك، بل أنك قررت أن تبني عليه شيئًا يشبهك أكثر.

 أنت لا تمحو ما كنت، بل تضيف فصلًا جديدًا لما يمكن أن تكون. وكل خطوة نحو ذاتك، حتى لو كانت مربكة، تستحق أن تُؤخذ بلطف. قد لا تعرف كل شيء الآن، وقد تتعثر أكثر من مرة، لكن لا بأس… هذه أيضًا من علامات أنك بدأت تقترب من نفسك فعلًا. لا أحد يكتشف ذاته وهو في حالة راحة تامة، فالاكتشاف الحقيقي يأتي من لحظات الشك، ومن السؤال المتكرر: "ماذا لو جرّبت شيئًا مختلفًا؟" لا بأس أن تبدأ، لا بأس أن تغيّر، لا بأس أن تتخلى، لا بأس أن تختار من جديد. ما دمت صادقًا في رحلتك، فكل ما تفعله هو شكل من أشكال النمو. 

والأجمل؟ أنك لست وحدك. إلى من يشعر بالضياع حاليًا… لا تستعجل العثور على كل الإجابات، ولا تخف من أن تتباطأ قليلًا لتفهم نفسك أكثر. خذ بيدك خطوة، واستعن بالله، واطلب منه أن يرشدك للطريق الذي فيه الخير لك. الله يرى حيرتك، يعلم نيتك، ويرتب لك من حيث لا تحتسب. البداية الجديدة ليست فقط من الداخل، بل من تلك اللحظة التي ترفع فيها عينيك إلى السماء وتقول بهدوء: "يا رب، دلّني."

 ودمتم بخير يا أصدقاء




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التقويم السنوي 2025 مجاناً

جدول تتبع الصلاة للأطفال

التقويم السنوي للأطفال 2025 مجاناً