2026 عام الحصاد لا عام البذر "أكمل ما بدأت"

مرحباً يا أصدقاء،

تعالوا، اقتربوا أكثر. دعونا نجلس معاً في دفء هذه الليلة الشتوية الهادئة. انظروا كيف يتساقط الثلج في الخارج بنعومة، كأنه يغسل هموم عام مضى ويرسم بداية جديدة بيضاء ونقية. بين أيدينا أكواب الحليب الدافئة، وفي قلوبنا أحاديث لا تنتهي. في كل عام، كانت مثل هذه الليلة تملؤنا بالحماس، فنمسك بأقلامنا ونرسم أحلاماً كبيرة على الورق، ونقطع وعوداً براقة لنسخة أفضل من أنفسنا في العام القادم. لكن هذه الليلة، أشعر بشيء مختلف... أشعر برغبة عميقة في الصمت، ليس صمت الفراغ، بل صمت الامتلاء والرضا.

أجواء شتوية دافئة مع كوب حليب وكتابة أهداف 2026
لقد أدركت شيئاً بقلبي هذا العام. أدركت أن السباق السريع نحو خطط جديدة كل سنة كان يتركني في النهاية متعباً. تلك القوائم الطويلة من الأهداف كانت تتحول مع الوقت إلى عبء، وشبح يذكرني بما لم أنجزه، فتتحول الفوضى من أوراقي إلى أعماق روحي. كم مرة كتبنا خططاً لـ 2024 ثم لـ 2025؟ والآن يطرق عام 2026 أبوابنا. لكنني قررت أن أفتح له الباب بهدوء هذه المرة، دون ضجيج الوعود الجديدة.قررت أن أعود إلى الخلف قليلاً، ليس ندماً، بل حباً وتقديراً لتلك الأحلام القديمة التي بدأت بها يوماً ما.

لقد تعبت من خداع نفسي بالمماطلة والتسويف، من أن أكون ذلك الشخص الذي يبدأ كل شيء بحماس ثم يتركه في منتصف الطريق. التخطيط بحد ذاته ليس المشكلة، فهو نور يرشدنا في الظلام. لكنني تعلمت الدرس الأهم في 2025: القوة الحقيقية ليست في البدء، بل في الإكمال. تعلمت أن السقوط ليس فشلاً، بل هو فرصة لألتقط أنفاسي وأرى الطريق بشكل أوضح قبل أن أنهض وأواصل المسير.

ولهذا، سيكون شعاري لعام 2026 ليس مجرد كلمات، بل هو عهد أقطعه لنفسي: "أكمل ما بدأت". سأجعل هذا العام عام الحصاد، لا عام البذر. سأعود لتلك الكتب التي تنتظر على الرف – مثل ذلك الكتاب عن الإنتاجية الذي بدأته في 2024 – وتلك الدروس التي سجّلت فيها بحماس ولم أكملها ، مثل الدورة التدريبية عبر الإنترنت ، وتلك المحادثات التي أجلتها طويلاً مع أصدقاء أو عائلة. أريد أن أمنح نفسي متعة رؤية النهاية الجميلة للأشياء التي بدأت بها بشغف. إنها دعوة للعودة إلى الذات، للتركيز على القليل والمهم، بدلاً من التشتت بين الكثير والعابر.

وحتى أساعد نفسي، وأساعدكم يا أصدقاء، على أن نفي بهذا العهد الجميل، قمت بتصميم شيء بسيط سأشاركه معكم قريبا "منظم شهري" هو ليس مجرد تقويم عادي، بل رفيق صغير لرحلتنا، يساعدنا على تتبع تلك الأهداف القديمة التي تحدثنا عنها. تخيلوا معي، نخصص فيه أياماً محددة لإكمال ذلك الكتاب المنسي، أو نتابع فيه تقدمنا في تلك الدورة التي بدأناها بحماس. الفكرة هي أن يكون هذا التقويم أداة حب وتشجيع، تذكرنا بلطف بإكمال ما بدأناه، بدلاً من أن يكون مجرد جدول زمني يضغط علينا.

وفي ختام جلستنا هذه، وبينما يملأ الدفء قلوبنا، أدرك أن رحلتنا في هذه الحياة ما هي إلا مجموعة من الخطوات. وإتمام كل خطوة بحقها هو شكل من أشكال الحمد والشكر لله على نعمة الوقت والعمر. فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولعل إحساننا هذا العام يكمن في أن نُتمّ ما بدأناه بإخلاص.

ما رأيكم؟ شاركوني في التعليقات بأهدافكم القديمة التي ستكملونها في 2026. دمتم بخير يا أصدقاء. 

Twitter   Facebook   Pinterest   Instagram  Telegram



تعليقات

  1. سبحان الله حبيبتي ....منذ ايام كان قلبي يحدثني بكل الامور المؤجلة والدورات والكتب وحفظ القرٱن ....ووووالتطريز...الخياطة ...ووعدت نفسي ان اكمل ما بدأت حتى اعيش لحظة النهاية الجميلة والتي كنت انتظرها بشغف في بدايتها....شكرا وبارك الله فيك..إن ذكرتني وشاركت معنا💚🌸

    ردحذف
    الردود
    1. يا لجمال هذه المصادفة! يبدو أن لدينا اهتمامات مشتركة كثيرة. وفيكِ بارك الله، أرجو لكِ التوفيق من كل قلبي 💖

      حذف
  2. عام 2026 بالنسبة لي سيكون تغيير معنى الالتزام بالنسبة لنفسي ،، سابقاّ في كل مره التزم فيها بشئ كان يجب علي ان اربطه بشخص ما لكي اشعر بالمسؤولية للالتزام ( مثلاّ رياضة\ مدربة شخصية) لكي التزم بالحصة الرياضية مع انه الفائدة لنفسي ليس للمدربة ، فسنة 2026 هي سنة تهذيب الذات والالتزام الحقيقي لنفسي بدون أي ربط خارجي في تحقيق الأهداف ، 2026 هي سنة حب وتقدير الذات لدرجة العطاء للنفس ولتحقيق الأمنيات التي لطالما أردت تحقيقها ،،

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق معك تماماً في جمال هدفكِ لعام 2026، فالالتزام النابع من حب الذات هو الأسمى.
      ومن زاويتي اكتشفت أننا كبشر لا نقوى على العزلة طويلاً وفي ظل غياب "الموجه" أو (المنتور) أحياناً لظروف المكان أو التكلفة يصبح وجود صحبة طيبة تشاركنا نفس الشغف هو الحل. شخصياً كنت أظن أنني أستطيع الإنجاز وحدي لكن وجدت أن لقاء أشخاص قريبين من أهدافي ولو كل شهرين مرة يجدد طاقتي ويمنعني من التسويف فالحديث مع أشخاص نثق بهم يزيل عبء الوحدة ويسرع الوصول للأهداف. عام سعيد عليكِ!

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول تتبع الصلاة للأطفال

التقويم السنوي 2025 مجاناً

التقويم السنوي للأطفال 2025 مجاناً